مشاركة الصفحة

كلمة سمو وزير الحرس الوطني في اليوم الوطني

مركز الاتصال والإعلام

 1446/03/21

تأتي مناسبة اليوم الوطني لبلادنا الغالية، المملكة العربية السعودية، في عامها الرابع والتسعين، لتمثل ذكرى عزيزة وأثيرة في نفوسنا جميعاً، برمزيتها ودلالاتها التي تعيدنا لتلك السيرة العطرة لذلك القائد الملهم والبطل المتفرد ، جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل ـ طيب الله ثراه ـ الذي مكنه الله عزّ وجلّ، بتوفيقه وفضله أن يوحد هذا الكيان الشامخ، متسلحاً بإيمانه العميق وهمته العالية وعزيمته الصادقة، ثم برجاله الأبطال المخلصين، الذين ضربوا أروع صور التلاحم ووحدة الكلمة، لتشييد ثوابت ومنطلقات بلادنا الغالية، على كتاب الله ـ جل وعلا ـ وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم.

إننا ونحن نستذكر تلك السيرة العطرة في عهد توحيد هذه الدولة المباركة، ليجدر بنا أن نحمد الله ـ عز وجل ـ على ما أنعم به على بلادنا، مهد الرسالة، ومهبط الوحي،وأرض الحرمين الشريفين، ومأوى أفئدة المسلمين في كل بقاع المعمورة، من أمن ورخاء وقيادة رشيدة . ومن نسيج هذا الوطن، حكمت شرع الله، وأقامت العدل، وهيأت كل السبل، ليكون هذا الوطن عزيزاً قادراً معطاءً، يستشعر دوره المحوري ـ مكانةً ومكاناً ـ بوصفه قلب الأمتين العربية والإسلامية.
لقد أولت قيادتنا الرشيدة ـ أعزها الله ـ الحرص والرعاية لنماء الوطن وتقدمه وازدهاره وتوفير أسباب ومقومات العيش الكريم للمواطن، فأقامت المشروعات التنموية بمختلف المجالات والاتجاهات، شاملة كل المناطق والمحافظات والمدن، عبر كل المراحل الزمنية المتعاقبة، لتشهد بلادنا خلال العقود الماضية نهضة حضارية شاملة ونقلات كبرى على كافة الأصعدة، آخذة بكل مقومات البناء والتحديث وصناعة المستقبل الواعد لأجيال هذا الوطن الكريم، وتدعيم مسيرة التحول الاقتصادي وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030، لتقفز المملكة من خلالها إلى مصاف أكثر الدول تقدماً ومكانة وتأثيراً. ومع كل هذه النهضة الشاملة والرؤية المعاصرة، فقد حافظت المملكة العربية السعودية على هويتها وقيمها الأصيلة، وفي ذات الوقت مدّت جسور التعاون والتقارب مع مختلف شعوب العالم، وكوّنت العلاقات الدولية المتينة والمتوازنة، وفق سياسة حكيمة وثابتة، في إطار ما يحقق المصالح المتبادلة، ويعزز مكتسباتنا السياسية والاقتصادية والثقافية، ويرسّخ حضور بلادنا الفاعل وتأثيرها المباشر وريادتها في صنع القرار وعقد الشراكات وإطلاق المبادرات التي تخدم الاستقرار والأمن والسلام الدوليين، كما يأتي اختيار المملكة لتنظيم أهم الأحداث والتظاهرات العالمية، ليؤكد كونها وجهة مثالية لاستضافة أبرز المحافل الدولية.
وإذا كانت قيادتنا الرشيدة ـ أيدها الله ـ أولت وما تزال تولي كل أسباب الدعم والاهتمام بتعزيز التنمية الشاملة لهذا الوطن الغالي ؛ فإن المؤسسات العسكرية قد حظيت بنصيب وافر من هذا الدعم والاهتمام والرعاية، لتكون ـ بعون الله ـ قادرة على أداء واجباتها في الذود عن الوطن، وحماية مقدساته ومكتسباته ومقدراته، ونحن في وزارة الحرس الوطني نستشعر بكل الفخر والاعتزاز ما نجده من دعم واهتمام متواصل من مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية - حفظه الله ورعاه -، والتوجيهات السديدة والمتابعة من سمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله -، الذي يولي الحرس الوطني جلّ دعمه وحرصه، أسوة بما تشهده المنظومة العسكرية في بلادنا الغالية من تطور وتحديث على مستوى التدريب والتسليح والجاهزية، وهو ما مكّن الحرس الوطني من أداء رسالته وأدواره الأمنية والعسكرية على الوجه الأكمل، إضافة إلى المساهمة الفعالة في التنمية الحضارية والثقافية والتعليمية والصحية بمختلف مساراتها وقد تجسد هذا الدور في العام الماضي عبر عدة مسارات من أهمها مواصلة توطين الإنفاق العسكري بالوزارة بالتعاون مع الهيئة العامة للصناعات العسكرية ومن خلال الشركات السعودية المتخصصة ، وهو ما أسهم في تعزيز الناتج المحلي وحقق وفورات وفوائض مالية لميزانية الدولة، كما تم تدشين عدد من المشاريع والمرافق وتطوير وتحديث البنية التحتية العسكرية وفق أحدث المواصفات والنماذج التي ستسهم - بمشيئة الله - في رفع مستوى الكفاءة والجاهزية للقطاع العسكري في الوزارة ، حيث تم استحداث قطاع جديد في المنظومة العسكرية بوزارة الحرس الوطني تتمثل في قيادة القطاع الأوسط الذي سيحاكي في مهماته وواجباته تجربة القطاعين الغربي والشرقي للحرس الوطني ، وعلى الصعيد الصحي تم - ولله الحمد - افتتاح المستشفى التخصصي الجديد لصحة المرأة في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض بسعة بلغت 416 سريراً ، وهو الذي يعد أكبر مستشفى تخصصي لصحة المرأة في الشرق الأوسط، وكذلك تم افتتاح مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بسعة 467 سريراً ، وتدشين مركز طب وجراحة الأعصاب والإصابات وكلاهما في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة ،كما واصلت الشؤون الصحية بالوزارة دورها الريادي والإنساني متمثلاً في إنجاز أكثر من ستين عملية من فصل التوائم السيامية التي أصبحت بلادنا فيها - ولله الحمد - مرجعاً طبياً عالمياً معتبراً .
وإنه ليشرفني بمناسبة اليوم الوطني ، أن أرفع باسمي واسم كافة منسوبي وزارة الحرس الوطني، مدنيين وعسكريين، أصدق التهاني لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولمقام سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله -، داعياً المولى القدير أن يمدهما بعونه وتوفيقه، للمضي بمملكتنا الحبيبة نحو المزيد من التقدم والمجد والرفعة والازدهار.