يشرفني بمناسبة حلول ذكرى البيعة الثامنة لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـــ حفظه الله ورعاه ـــ أن أرفع باسمي وباسم كافة منسوبي وزارة الحرس الوطني أسمى آيات التهاني لمقامه الكريم، ولمقام سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله. هذه المناسبة الغالية التي نستقبلها بمزيد من الفخر والاعتزاز، لما تحمله من الأبعاد والدلالات العميقة، وما تستدعيه من القيم والمعاني الأصيلة التي تعكس بجلاء التلاحم والترابط بين القيادة الرشيدة والشعب السعودي الوفي، في نسيج واحد يزداد مع الأيام عمقاً ورسوخاً وصلابة. فسيدي خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ورعاه ـ يقود هذا الوطن العزيز بكل عزيمة وحكمة واقتدار، مسخراً كافة الطاقات لرقي بلادنا وازدهارها، وتأمين سبل الحياة الكريمة لأبنائه المواطنين، لتستمر مسيرة البناء والعطاء والتطوير على امتداد الوطن، في مختلف الجوانب والمجالات، كما أن رؤيته السديدة ـــ أيده الله ـــ حققت تطلعات الوطن والمواطن في بناء حاضر مشرق ومستقبل واعد. وإن من موجبات شكر الله والثناء عليه ما نعيشه من ازدهار واستقرار وأمن ورخاء، تحت قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ـــ حفظهما الله ـــ في ظل ما يشهده العالم من تحديات واضطرابات وأزمات، وهو ما يتطلب منا المزيد من العمل الجاد والتفاني في أداء الواجب والحفاظ على مقدرات الوطن بكل عزم وثبات.
لقد عززت المملكة في هذا العهد الميمون مكانتها بصفتها القلب النابض للأمتين العربية والاسلامية، وحرصت على التمسك بالقيم والثوابت الراسخة التي قام عليها هذا الكيان العظيم، وذلك بتوفيق الله ـــ عز وجل ـــ أولاً، ثم بفضل السياسة الحكيمة والمتوازنة التي ينتهجها سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد الأمين حفظهما الله، حتى أصبحت بلادنا ـــ ولله الحمد ـــ مركز ثقل عالمي مؤثر، وشريكاً رئيسياً في صناعة القرار بمختلف القضايا والشؤون الدولية سياسياً واقتصادياً، حيث جاء الاقتصاد السعودي الأعلى نمواً في مجموعة دول العشرين لعامي (2022م) و (2023م)، وتقدمت المملكة ثماني مراتب بين الدول الأكثر تنافسية في العالم، وسجلت ثاني أفضل أداء في تقرير مركز التنافسية العالمي، وحققت كذلك قفزات نوعية كبيرة ومراكز متقدمة في جوانب التعليم والصحة والمعرفة والابتكار والأعمال الإنسانية والإغاثية، إلى جانب دورها الفاعل في إدارة العديد من الملفات العالمية بحكمة وموضوعية، وهو ما أكد عليه سيدي خادم الحرمين الشريفين في كلمته الضافية التي ألقاها في افتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة الثامنة لمجلس الشورى التي جسدت سياسة المملكة ومنهجها على الصعيدين الداخلي والخارجي، وما اشتملت عليه من مضامين تناولت دعم وتعزيز الاستقرار والسلام إقليمياً ودولياً، والعمل من أجل توازن أسواق الطاقة، انطلاقاً من مكانة المملكة ودورها الريادي على مختلف الأصعدة. كما أن إطلاق سمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ـــ حفظه الله ـــ الاستراتيجية الوطنية للصناعة، التي تهدف للوصول إلى اقتصاد صناعي تنافسي مستدام، يعد تحولاً كبيراً في دعم النمو الاقتصادي، يسهم في تنويع مصادر الدخل، ويزيد مشاركة هذا القطاع الحيوي في إجمالي الناتج المحلي، بما ينسجم مع رؤية المملكة الطموحة 2030، لتصبح بلادنا قوة صناعية رائدة بمشيئة الله.
وختاماً، ندعو الله ـــ جل وعلا ـــ أن يحفظ سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وأن يوفقهما لكل ما فيه الخير للوطن والمواطن، وأن يعيد علينا هذه المناسبة الغالية وبلادنا في مزيد من الرقي والعزة والتمكين.