تمثل ذكرى اليوم الوطني الثاني والتسعين مناسبة عزيزة على قلوبنا جميعاً، نشعر فيها بالفخر والاعتزاز بماضٍ مجيد وحاضر مشرق. فالاحتفال باليوم الوطني يستدعي تاريخاً طويلاً من الكفاح والبذل في سبيل بناء هذا الوطن الغالي، الذي أرسى دعائمه جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ـ طيب الله ثراه ـ ورجاله المخلصون، بما قدموه من تضحيات من أجل توحيد أرجائه تحت راية واحدة شعارها لا إله إلا الله محمد رسول الله، وعلى أساس متين من الولاء والانتماء، فكان السابع عشر من جمادى الآخرة عام 1351هـ يومًا تاريخياً خالدًا في ذاكرة الوطن، انطلقت منه بلادنا الى عصر جديد من بناء المؤسسات الحضارية وتأسيس دولة حديثة وكيان سياسي مؤثر، وسرعان ما تبوأت المملكة مكانة محورية في المجتمع الدولي في جميع المجالات وعلى كافة الأبعاد.
وفي هذا العهد الميمون لسيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي عهده الأمين (يحفظهما الله) تواصل بلادنا مسيرة التنمية والبناء وتحقيق سبل الرخاء والحياة الكريمة لأبناء هذا الوطن، فكانت للتوجيهات الحكيمة من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ورعاه ـ الأثر البالغ في ما تحقق لبلادنا من إنجازات متتابعة طوال سنوات حكمه ـ حفظه الله ـ بحكمته ونافذ بصيرته، وحرصه الدائم على استمرار تقدم المملكة وتنامي أدوارها، بما حباها الله ـ عز وجل ـ من ممكنات وقدرات جعلتها محط أنظار العالم، وكياناً وقيادة لها الصدارة والريادة في صنع وتشكيل القرار الدولي، كما أشرف سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين على تلك الخطط، وأطلق ـ حفظه الله ـ المبادرات الوطنية والمشروعات العملاقة التي توزعت على خارطة الوطن نماءً وازدهاراً، يقوم على استثمار طاقات المواطن السعودي الذي هو هدف التنمية ومحورها الأساس، وقد نالت جميع قطاعات الدولة ومؤسساتها نصيباً وافراً من خطط التنمية المستدامة، وفي مقدمتها برامج التعليم والابتعاث والبحث والابتكار، إضافة إلى المشروعات العلمية والصحية والثقافية، استناداً على ما تتمتع به المملكة من بيئة جاذبة وثراء حضاري وتاريخي كبير، مما يصب في مستهدفات رؤية المملكة 2030.
كما حظي القطاع العسكري باهتمام كبير من قبل قيادتنا الرشيدة ـ أيدها الله ـ بما يعزز تقدم وتطور توطين الصناعات العسكرية، ويسهم في دعم هذه المنظومة بأحدث ما توصل إليه العالم تقنية وتدريباً وتأهيلاً.
وعلى الصعيد الدولي حرصت المملكة على مواصلة جهودها الدبلوماسية، بما يعكس مكانتها ويعزز علاقاتها الدولية، ودعمها المستمر لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، فاستضافت المملكة قمة العشرين برئاسة سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه، والقمة الخليجية، وقمة جدة للأمن والتنمية، بمشاركة دول مجلس التعاون الخليجي والعراق والأردن ومصر والولايات المتحدة الأمريكية، كما كان للزيارات المتعددة التي قام بها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين ـ حفظه الله ـ لعدد من الدول الشقيقة والصديقة أكبر الأثر في تعزيز أواصر الصداقة والتعاون بين المملكة ودول العالم، حيث تمخض عن هذه الزيارات توقيع العديد من اتفاقيات التعاون في مجالات مختلفة. كما استمرت المملكة وعبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في تقديم المزيد من الدعم والمساعدات الإنسانية للعديد من الدول المتضررة، مما جعلها تتبوأ المرتبة الثالثة عالمياً على مستوى الدول الكبرى المانحة للمساعدات الإنسانية، وتصدرها أكبر الداعمين للشعب اليمني الشقيق.
ختامًا، فإننا ونحن نحتفل بهذا اليوم الوطني المجيد، لنفخر بما وصلت إليه بلادنا من تقدم وتطور وازدهار على كافة المستويات، بفضل الله ـ عز وجل ـ ثم بجهود قادتها الميامين، الذين وضعوا نصب أعينهم رفعة البلاد ورفاهية مواطنيها. حفظ الله بلادنا وأدام عزها ومجدها، تحت قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين، وأعاد علينا هذه المناسبة الغالية أعوامًا مديدة وبلادنا تنعم بالأمن والرخاء.